عدد الرسائل : 152 العمر : 29 المزاج : رايق السن : 13 تاريخ التسجيل : 26/04/2008
موضوع: القلق والادمان الجمعة مايو 23, 2008 1:16 am
]الأستاذ الدكتور/ عمر شاهين جمهورية مصر العربية إن مشكلة الإدمان إحدى المشاكل التي تشغل الأطباء والسياسيين. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذل للوقاية والعلاج من الإدمان فإن هذه الظاهرة في تزايد مستمر. وقد تم الكثير من الأبحاث لمحاولة تحديد حجم المشكلة في أجزاء مختلفة من العالم. أما في مصر فلم يتم حتى الآن دراسات وقائية منظمة عن سوء استخدام العقاقير تسمع بإعطاء إحصاءات دقيقة في هذا الموضوع.. وعلى أساس التوقعات الشخصية فإن أكثر العقاقير انتشارا هو الحشيش ويليه الأفيون بدرجات أقل. وكلا العقاران يستورد من الخارج وإن كانت بعض الكميات البسيطة من الأفيون تزرع في الصعب.
ورغم أن استخدام الحشيش أكثر انتشارا إلا أن الإدمان على الأفيون هو الأكثر خطورة وذلك لجملة أسباب منها: ا- إن الاعتماد العضوي يحدث نتيجة للاستخدام المنتظم للأفيون 2- إن الأفيون شديد الفاعلية. 3- إن الأفيون له معقبات خطيرة على الصحة والحالة الاجتماعية للمدمن. 4- إنه نظرا لارتفاع ثمنه وندرته فإن المدمنين يتجهون إلى طلب العلاج. 5- إن الحشيش لا يسبب زيادة متوالية في الاحتمال. 6- إن الحشيش يستخدم أحيانا وليس بانتظام كما هو الحال في الأفيون.
أما استخدام العقاقير الأخرى كالأمفيتامين والباربيتون فإن استخدامهما أقل وأما الهرويين وحامض الشارجك فإن استخدامها في مصر استخدام نادر. وقد افترض مبنى (1971) أن الاعتماد على العقاقير يحدث مساندة للأفراد الذين يفتقدون المساندة النفسية اللازمة للتغلب على الصراعات الداخلية والإحباطات البيئية وكالاهما مصدر من مصادر القلق. وقد اقترح جولد (1980) أن سوء الاستخدام يبدأ بصراع نفسي ويعمل كعامل مهيء يؤدي الى التوتر والقلق. وكما أن أحد التأثيرات الأقرباذينية للهرويين هو تخفيض القلق. والافتراض الذي يحاول فحصه في هذا البحث هو أن القلق يلعب دورا أساسيا في دفع المدمنين إلى استخدام العقاقير المخدرة إلى حد إحداث التعود وإذا ثبت صحة هذا الفرض فإن الجهود التي تبذل لتخفيف القلق في المجتمع ستعاون على التخفيف من مشكلة الإدمان. ولتحقيق هذا الغرض حددنا الأهداف الآتية:- ا- تقويم دور القلق؟يدافع لاستخدام المخدرات أو للعودة إليها. 2- تقدير القلق في المدمنين تحت العلاج. المادة والطر يقة: أ- سئل حصل المدمنين الذين حفروا للعيادة النفسية للعلاج في عامي 1979، 0 98 1 عن السبب الذي دفعهم لاستخدام المخدرات كان عدد هؤلاء المدمنين 648 مدمنا. ب- اختبر خمسون مدمنا من مدمني الأفيون اختبارا عشوائيا وللبحث عن المواقف المثيرة للقلق التي تعرضوا لما ا، أجريت لهم الاختبارات النفسية الآتية: أ- اختبار ميدلسكس ب- مقياس هامتون للقلق !- مقياس تابلور للقلق الظاهر وقد استخدمت هذه الاختبارات ثلاث مرات: أ- قبل بدء العلاج ب- بعد بدء العلاج وانسحاب العقار من الجسم ج- بعد شهر من العلاج. برنامج العلاج الذي استخدم كان برنامجا متعدد الاتجاهات ويشمل العلاجات التالية: ا- علاج طبي مساند (مطمئنات وعلاج أعراض) 2- علاج نفسي مساند وعلاج اجتماعي . 3- شرح لموقف الإسلام من مشكلة الإدمان على المخدرات ومسئوليات المدمن تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه. وقد توقف بعض المرضى عن العلاج وسموا مجموعة (أ) وقد ضمت عشرين حالة. أما المجموعة الباقية وهي تضم ثلاثين حالة فقد أكملت العلاج وسميت المجموعة (ب). ج- استخدمت عينة ضابطة مكونة من 40 رجلا من المترددين على عيادة الإدمان والمصاحبين للمدمنين واشترط ألا يكونوا أقارب للمدمنين، وأن لا يكونوا هم أنفسهم مدمنين، وقد تأكدنا من الحقيقة الأخيرة بتحليل بولهم. النتائج ا- دور القلق كدافع لاستخدام المخدرات (جدول 1) اعتمدنا في تأكيد وجود القلق على وجود مؤشرات للأزمات الجسمية والعاطفية والاجتماعية. وقد تبين من النتائج أن المدمنين غير راضين عن كفاءتهم الجسمية والجنسية وبالإضافة إلى ذلك يمكننا أن نلاحظ وجود مشلاكل أسرية بنسبة كبيرة . 2- العوامل المحدثة للقلق في جو الأسرة المبكرة (جدول 2) من هذا الجدول نلاحظ أن العوامل المحدثة للقلق كانت موجودة لدرجة دالة إحصائيا في مجموعة المدمنين باستثناء العلاقة السيئة مع الأم والسلوك المتقلب مع الأب والعلاقة السيئة مع الأخوة. وقد كانت العوامل الأكثر حدوثا هي عامل السلوك المتقلب من الأم (72%) ثم العلاقة السيف مع الأب (50%) وذلك إلى درجة أن (16%) من المدمنين كانوا يحسون بكراهية شديدة للأب و 76% لهم 5كانوا يحسون أجوف شديد من الأب-كما أن الآباء المدمنين كانوا موجودين ، في عينة المدمنين بنسبة 68% وهذا أمر متوقع لأن الأب المدمن يشكل مثلا غير أخلاقي للابن، كما أنه يساعد على إحداث القلق في الجو الأسري نتيجة لسلوكه. 3- العوامل المحدثة للقلق في الأسرة الصغيرة (جدول 3) من الجدول الموضح نلاحظ أن كل العوامل التي يتصور أنها محدثة للقلق كانت موجودة لدرجة إحصائية دالة في عينة المدمنين، وكانت أكثر العوامل ظهورا هي المشاكل مع الأصدقاء بنسبة (68%) والاضطرابات في العلاقة الزوجية دخلا في ذلك العلاقات الجنسية وذلك بنسبة (66%) والمشاكل الأخرى مع الزوجة بنسبة (50%) يتم الطلاق بنسبة (4 2%) وكبر حجم الأسرة (أسرة لها أكثر أربعة أطفال بنسبة (58%) كما نلاحظ أن المدمنين جاءوا هم أنفسهم من أسر كبيرة الحجم وذلك بنسبة (52%) من الحالات مقارنين في ذلك بأفراد العينة الضابطة الذين جاءوا من اسر كبيرة الحجم في 5. 22% من الحالات. ونلاحظ أن المدمنين أقل تدينا كما يلاحظ من إخفاض معدل أدائهم للطقوس الدينية كالصلاة والصيام . ولا نستطيع أن نجزم هل هذا الانخفاض في التدين هو السبب للإدمان أو هو نتيجة للإدمان وان كان على كل حال دليلا مؤكد على إنخفاض مستوى الأمن النفسي وزيادة معدل القلق النفسي . وقد لاحظنا في بحث آخر نفس الظاهرة في آباء وأمهات المدمنين وعلى هذا فإن الدين والإيمان من الممكن أن يلعبا دورا أساسيا في الوقاية من الإدمان . 4- العوامل المحدثة للقلق في العمل (جدول 4) إن غالبية المدمنين قد بدأوا العمل في سن مبكر (قبل سن العشرين) وقد تحقق ذلك في (90%) من الحالات . ولعل هذا أتاح فرصة للصغار من العمال للاحتكاك بالعمال الأكبر سنا الذين مارسوا الإدمان، الأمر الذي يتيح لهم فرصة تقليدهم. كما أن وفرة المال نب أيديهم نتيجة للعمل قد تكون عاملا مشجعا على الإدمان. كما أننا نلاحظ أن عدم الرضا عن طبيعة العمل عامل متوفر في حوالي (40%) مق المدمنين. 5- القلق كمسبب لفشل العلاج (جدول 5) لوحظ أن العوامل المسببة للقلق كانت وراء الانتكاس والعودة للإدمان بعد العلاج، وأهم هذه العوامل هو عدم احتمال العوارض الجانبية للإقلاع وذلك بنسبة (3%) من الحالات وعدم الثقة في العلاج بنسبة (30%) والأزمات العاطفية بنسبة (16%) والمشاكل الأسرية في (16%) من الحالات. القلق الإكلينيكي في المدمنين (جدول 6) وعند فحص المدمنين إكلينيكيا لوحظ أن 60% يبدون اعراضا مختلفة للقلق النفسي. وكان القلق المتوسط هو الأكثر في مجموعة المدمنين المصابين بالقلق كما لوحظ انخفاض القلق بعد العلاج ليظهر في 50% فقط من المدمنين كما انخفض معدل القلق المتوسط ليزيد معدل القلق البسيط. القلق كما يستدل عليه بالقياس النفسي (جدول 7، من النتائج على اختبار ميدلسكس نلاحظ ما يلي:- ا- ارتفع تسجيل المدمنين عن الحد الطبيعي على مقاييس القلق والأعراض الجسمية والهستيريا وقد وصل من سجلوا إلى المستوى المرضى على مقياس القلق (64%) من المجموعة المدمنة.
2- لوحظ أن المجموعة (ب) التي استمرت في العلاج سجلت مستويات أعلى على مقياس القلق أكثر من المجموعة (أ) التي انقطعت عن العلاج وإن كان كل من المجموعتين كان تسجيلهما أعلى على هذا المقياس من العينة الضابطة وذلك لدرجة إحصائية دالة. 3- زادت معدلات القلق في الفترة الانسحابية لتقل بعد العلاج. وعلى مقياس" هاملتوز " للقلق فان متوسط تسجيل عينة القلق كانت 4. 26 أي لدرجة تصل إلى حد القلق المرضي ومن بين أفراد العينة فان من وصلوا إلى درجة القلق المرضي كانوا 46% من العينة .
وعلى مقياس " تايلور " فان متوسط العينة قد وصل إلى حد القلق المرضي أيضأ، إذ أنه كان ، 26 ووصل 64% من أفراد العينة إلى حد القلق المرضي وفي المجموعة (ب) فإن المتوسطات على هذه المقاييس للقلق أدرت قلقا مرضيا قبل العلاج ثم زادت في فترة الانسحاب لينخفض القلق بعد العلاج. فلم يسجل قلقا مرضيا بعد العلاج سوى 33% من العينة على مقياس " هاملتوز " و. 4% على مقياس تايلور. المناقشة لقد تمت دراسة الاختلافات بين العينة والعينة الضابطة بالاختبارات النفسية الآتية: ا- مقياس ميدلسكس 2- مقياس هاملتون للقلق 3- مقياس تايلور للقلق وقد أثبتت النتائج ارتفاع معدلات القلق بصورة ذات دلالة إحصائية في المدمنين مقارنين بالعينة الضابطة. وقد وجد أن المدمنين يعانون من مظاهر عصابية مختلفة كما استدل على ذلــك مــن تسجيـلهم عــلى مقيـاس ميدلسكس فنجد أن 36% منهم سجلوا معدلا عاليا على مقياس الاكتئاب و. 2% على مقياس المخاوف و 16% على مقياس الوساس ! و 48% على مقياس الهستيريا في حين أن الذين سجلوا معدلات عالية من العينة الضابطة كانت نسبتهم بالتالي 125/ و 10% و 10% و 30% و 5،12% . وقد أكد الكثير من الناحيتين أن المدمنين يعانون من القلق. فقد وجد أن مستخدمي الحشيش المزمنين يبدون أعراضا قلقية اختبرت من مقياس تايلور للقلق (سويف 1967، 1972). وقد اتفق غالبية الباحثين على أن القلق يدفع لاستخدام العقاقير المحدثة للإدمان (كلبخز 1968، روزبنرج 1919 وحريفت 1980). ولما كان القلق هو انفعال مؤلم فإنه من العسير أن يتحمله الإنسان لفترة طويلة ولذلك فإن الميكانيكيات الدفاعية تتدخل بما في ذلك الوسائل التي تساعد على تغيير الإدراك عن الموقف بحيث يصبح موقفا أقل تهديدا وبذلك ينخفض القلق.. وهو يلجأ إلى ذلك باستخدام العقاقير المخدرة أو الكحوليات (هبلجارد 1975) وقد قارن بزيل الطلبة الذين يدخنون ألما ردانا بالطلبة الذين لا يدخنونها ولم يجد أي اختلاف بين الفريقين في الإدمان. (معدلات الاكتئاب والقلق، بربل 1974) وتد حاول بذلك أن ينفى علاقة القلق مما تقدم فإنه يمكن القول بأن العصابيين يستخدمون العقاقير المخدرة ليقللوا من قلقهم " النشوة السلبية في حين أدى المنحرفين يستخدمون العقاقير بغرض (إحداث حافي من المرء " النشوة الإيجابية ". وقد تبين من البحث أن معدل القلق كان أعلى في المدمنين الذين أتموا علاجهم وذلك قبل العلاج في حين أن الهستيريا والشخصيات المنحرفة كانت أوفر في المدمنين الذين لم يكملوا علاجهم. كما اتضح من بحث آخر قام به المقدمون بالبحث الحاضر. ولما كان هؤلاء الأفراد ذوي الشخصيات المنحرفة يقل إحساسهم بالقلق وليس لديهم الرغبة في التغيير! هليجارد 1975). كما أنهم لا يشكون من أعراضهم ولا يسعون إلى العلاج ا لوفرجينيا 1980). كما أنهم يتصفون بعدم القدرة على التخطيط للمستقبل وعدم القدرة على تأجيل تحقيق رغباتهم لأنهم لا يعتقدون بأن المستقبل سيكون أفضل... لكل هذه العوامل فإن هذا الصنف من المدمنين لا يحتمل توقف العقار أو انسحابه "لا لا يستكملون العلاج . ولذا فمن المعروف أن اضطرابات الشخصية من أسوأ الاضطرابات النفسية قصيرا لكثرة الصور غيرالتقليدية فيها ولعدم تعاون المرضى في العلاج . وهذه النتائج تشير إلى أن بعض المدمنين كانوا يعانون من القلق الزائد الذي دفعهم إلى استخدام المخدرات لتقليل هذا القلق. وهؤلاء كانوا أكثر تعاونا فى العلاج وأكثر حماسا للوصول إلي النهاية . ويبدو أيضأ أن تعاطي الأفيون لا يقلل من القلق ولهذا فإن هؤلاء المدمنين يستمرون في العلاج ليشفوا أنفسهم من القلق. وفي بداية انسحاب الأفيون فإن القلق يرتفعان وقد أكد هذا عكاشة في بحثه عام 1980. وفي نهاية العلاج أي بعد شهر تقريبا يقل القلق لدرجة كبيرة ، ويستمر اضطراب الشخصية دون تغيير. وهذا يعني أن أحد أعراض الانسحاب هو القلق والمخاوف وربما كان مرد هذا إلى فتمد التأثير المهدئ للأفيون أو نتيجة لعدم الإحساس بالأمن الذي يحس به المدمن نتيجة أسلوبه في الحياة. كما د تأكدنا أنه مع تمام العلاج يقك القلق وهذا يلقي الضوء على أهمية قياس القلق بعد العلاج واعتبار انخفاضه مؤشرا على نجاح العلاج. ونحن نفترض أن مشكلة الإدمان لا يمكننا اعتبارها مشكلة حدوث القلق فقط لأنها مشكلة متعددة النواحي يدخل فيها العديد من العوامل ورغم هذا فإن القلق يلعب فيها دورا رئيسيا فهو عامل هام في حدوث الإدمان؟كما انه يحدد خط العلاج في كامل حالة. وأما العوامل العصابية الأخرى فهي في حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد دورها في مشكلة الإدمان